بسم الله الرحمن الرحيم
حسن المدهون .. مؤسس وحدات نبيل مسعود ..عاش واستشهد مقاوما عنيدا
حسن المدهون ابن مخيم جباليا هذا العملاق الذي لم يحن هامته ولم يطأطئ رأسه إلا لله الواحد القهار . حسن المدهون هذا القائد الذي رفض الاستسلام وأبي إلا أن يستشهد ، فعاش ومات بطلاً، خاض بصلابةِ كل الميادين ، فكان من الطبيعي ان كان هدفاً للاحتلال .
هذا القائد العملاق الذي شرع سلاحه وقال لا هدنة ولا تهدئة ما دام الاحتلال يرتكب جرائمه يومياً بحق أبناء شعبنا وما دام هذا الاحتلال جاثماً على أرضنا ، هذا القائد العظيم الذي لم يكن يوماً من أصحاب الكراسي والمناصب الدنيوية ، فلم يسعَ يوماً لأن يحمل نجوماً سلطوية على كتفيه، فقد كان يكفيه أن يحمل همّ الوطن .
ميلاده ونشأته
ولد الشهيد القائد حسن عطية حسن المدهون في السادس من كانون الاول / ديسمبر / عام 1973م ، و نشأ في كنف عائلة كريمة ملتزمة بشرع الله ودينه القويم تعود جذورها لبلدة المجدل المحتلة على يد الصهاينة الغزاة عام 1948م ، و منذ صغره كان حسن شاباً شقياً كثير الحركة شجاعاً ، بارا بوالديه ومحبوبا من أسرته وأصدقائه وتريبه يقع الثالث بين إخوانه ، وشهيدنا القائد متزوج وله من الأطفال خمسة.
تعلميه
تلقى شهيدنا دراسته الأساسية الابتدائية بمدرسة ذكور جباليا الابتدائية ' و ' ، ومن ثم أكمل دراسته الاعدادية بمدرسة ذكور جباليا الاعدادية ' ب ' ، ثم انتقل للمرحلة الثانوية ليدرس في الصف الأول الثانوي بمدرسة الزراعة ببلدة بيت حانون في العام 1990م ، من ثم انتقل لمدرسة النزلة الثانوية بمخيم جباليا ليكمل مشواره التعليمي حتى نهاية الثانوية العام .
الحكاية من هنا
لم يترك الاحتلال حسن منذ صغر سنة بل بدت الحكاية معه من هنا منذ ان نشأ وترعرع على أصوات طلقات الرصاص والقنابل التي كانت تطلق ضد ابناء الشعب ، فكان لشهيدنا ان يصاب بإحدى العيارات النارية في بداية مقاومته للاحتلال بمخيم جباليا . يقول شقيقه زياد : ' أصيب حسن منذ ان كان يدرس في الصف الأول الثانوي حينما قام بمواجهة قوات الاحتلال في المخيم ، برصاصة صهيونية من نوع ' مطاط ' في عينه الأمر الذي أدى لفقدانه لعينه اليمنى بسبب شدة الإصابة . '
رحلة مع الاعتقال والمطاردة
لم يدع الاحتلال حسن في تلك الفترة بإكمال مسيرته التعليمية بشكل طبيعي وحصوله على الشهادة الثانوية حيث تعرض لأربعة عمليات اعتقال كانت الأولى عام 1990م وتوالت الاعتقالات حتى عام 1993م وخروجه من السجن ، فلم يقف مكتوف الأيدي ولم تنل الاعتقالات من عزيمته القوية حيث طورد لقوات الاحتلال الصهيوني في نفس العام بعد تنفيذه لعملية في بلدية غزة
ويقول شقيقه زياد : ' قام حسن بتنفيذ عملية في مبنى بلدية غزة ، وقام بإلقاء عدد من القنابل اليدوية على مجموعة من الجنود الصهاينة الأمر الذي أدى لإصابة عدد من جنود الاحتلال ، والذي اعتقل على اثرها حسن لمدة عام ، ليخرج من السجن في بداية قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية لقطاع غزة ومن خلال الافراجات عن مجموعات كبيرة من الاسرى في تلك الفترة . '
وفي أوائل عام 1995 التحق شهيدنا القائد في دورات عديدة من خلال في السلطة الفلسطينية حيث التحق في جهاز الارتباط العسكري ، وبسبب سوابقه مع الاحتلال وشدة مقارعته وكونه مطلوباً لهم ، انتقل للعمل في جهاز الامن الوقائي ، ليصر حسن على مواصلة طريق العلم والتعليم ، فالتحق في جامعة القدس المفتوحة ليدرس فيها تخصص ' خدمة اجتماعية ' ، يذكر ان الشهيد المدهون قد حصل من خلال عمله في جهاز الامن الوقائي على العديد من الدورات الأمنية وغيرها .
في انتفاضة الأقصى
ومنذ الشرارة الأولى لانتفاضة الأقصى المباركة وبعد ان اشتدت ضراوتها رفض حسن إغراءات السلطة ورتبها وأموالها، ورفض تسليم سلاحه وأعلن أن الجهاد والمقاومة هما الخياران الأوحدان في ظل وجود الاحتلال ، فسار معتدل الخطى وهو يحمل روحه على كفه وهو على يقين بأن طريق الجهاد هي طريق العزة والكرامة لهذا الشعب المجاهد .
مقاومة وجهاد مشترك
فانطلق حسن للعمل الجهادي مع رفيق دربه الشهيد القائد القسامي فوزي ابو القرع الذي رافقه منذ بداية الانتفاضة بل ، هذان القائدان العظيمان اللذان خططا معاً وجاهدا معاً حتى ارتقيا الي عليين معاً ، فحدود الوطن جميعها تشهد للشهيد المدهون وميادين الجهاد خير دليل على ذلك ، والاجتياحات المستمرة كان السباق دوماً للتصدي للاحتلال فيها وتقول زوجته والدموع تغمر عينيها : ' الله يرضى عليه حسن ، كان في الاجتياحات لا ينام ولم يشاهد أهله ولا زوجته ولا ابنائه ، يعمل هنا ويقارع ويتصدى للاحتلال هنا وهناك فالجميع يشهد له ذلك منذ صغر سنه ، حتى ان نساء المخيم كانتا يتبرعن بمصاغهن للمجاهدين لشراء السلاح والذخيرة .
إلا أن هذه المرة قد استطاعت الطائرات الصهيونية أن تناله بطائرات الاستطلاع بعد رحلة من الجهاد والعطاء والتضحية والفداء ، إلى أن ترجل حسن عن فرسه وارتقى شهيداً .
عمليات نوعية مشتركة
رحلة من الجهاد والمقاومة بدأها شهيدنا القائد حسن المدهون وسلسلة كبيرة من العمليات التي النوعية تلك التي شارك فيها حسن رفيق دربه القائد القسامي فوزي ابو القرع حتى نالا الشهادة معاً ومنها : -
• بعد التحاقه بكتائب شهداء الأقصى منذ بداية الانتفاضة عمل شهيدنا القائد في وحدات الشهيد القائد جهاد العمارين فكان المسئول الأول عن اطلاق قذائف الهاون على المغتصبات الصهيونية في قطاع غزة
• أرسل الاستشهادي عز الدين الشمالي وهي كانت أول عملية له نفذت في مستوطنة دوغيت .
• أحد القادة المشرفين عن عملية الشهيدة القسامية ريم الرياشي في معبر ايرز والتي أودت بحياة أربعة من الجنود الصهاينة واصابة العشرات بجراح بتاريخ 14/1/2004م .
• المسئول الأول عن عملية ميناء أسدود والتي نفذها الاستشهاديين نبيل مسعود من كتائب شهداء الأقصى ومحمود زهير سالم من كتائب القسام والتي ادت الي مقتل عشرة صهاينة وإصابة عدد آخرين بجراح .
• خلال الاجتياح الصهيوني الأخير لمخيم جباليا كان مسئولا عن عدة عمليات نفذ منها مع كتائب القسام ولجان المقاومة الشعبية وسرايا القدس ومنها عملية كفار عزة والتي نفذها الاستشهاديين محمد الشامي وعماد المنسي عبد المنعم ابو بكر من كتائب القسام وياسر دحلان من كتائب شهداء الأقصى .
• عملية زلزلة الحصون المشتركة بين ثلاث فصائل والتي نفذها الاستشهاديون الثلاثة وهم مهند المنسي من كتائب شهداء الأقصى ومحمود المصري من كتائب القسام وسمير جحا من لجان المقاومة الشعبية بتاريخ 3/1/2005م والتي أدت الي مقتل ستة صهاينة واصابة آخرين بجراح .
• المسئول الأول عن عملية الاستشهادية وفاء البس والتي لم توفّق بتنفيذها .
موعد مع الشهادة
وبعد رحلة طويلة من العطاء والجهاد المشترك ، آن للفارس ان يستريح بعد ان أدى الأمانة والواجب لتطال به يد الغدر الصهيونية فتغتاله طائرات الاستطلاع الاسرائيلية قبل موعد الإفطار بنصف الساعة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة حيث استهدفته الطائرات وهو يسير بسيارته فاستشهد علي الفور واستشهد معه رفيق درب الجهاد القائد القسامي فوزي ابو القرع. ليبكى الأحباب على فراق القائد حسن المدهون مؤسس وحدات الشهيد نبيل مسعود في كتائب شهداء الأقصى ، هذا القائد الذي لم يعرف للمقاومة حدود ، فترتقي روحه الطاهرة وترنو إلي عليين ، ويلحق برفاقه وإخوانه من سبقوه للشهادة على درب الجهاد والمقاومة .
جدير بالذكر ان الشهيد المدهون كان على رأس المطلوبين للكيان الصهيوني منذ فترة طويلة اذ يزعم الصهاينة ان الشهيد كان مسئولا مباشرا عن عدد من العمليات التي أدت الى مقتل العشرات من المحتلين واصابة المئات .
رحمك الله يا أبو علي ..