بهاء الدين سلامة سعيد
الشهيد البطل بهاء سعيد
في المساء نظف سلاحه وضبط الساعة على الثالثة صباحا واستلقى على فراشه باكرا وغطى في النوم واذا بالفجر يبدأ في البزوغ وجرس الساعة ينذر بانه آن الآوان ، استيقظ بهاء من نومه وايقظ زوجته وعد عدته ونوى على الرحيل وخرج من البيت وبعد خروجه عاد مرة أخرى وودع ابنه وحضنه وقبله الى ان استيقظ سلامه من نومه وبعدها سار بهاء في طريقه وبعد مضي ساعة ونصف واذا بصوت الرصاص يدوي في المنطقة حينها كانت عبلة تسمع هذا الصوت وشعرت وكأن مكروه حدث لزوجها وبعد فترة انهالت الاتصالات على بيت بهاء لتسأل عنه لكن في الساعة الحادية عشر صباحا جاء البشير ليزف البشرى ويقول لعبلة بأن بهاء ارتقى إلى السماء شهيدا وعندها انطلت زغرودة من عبلة دوت في سماء المخيم فهذه وصيت بهاء وكيف للوفية أن لا تفي بوعدها لزوجها فهذه وصيته لها قبل ذهابه لتحقيق أمنيته في لقاء ربه شهيدا محتسبا أمره إلى الله .
سجين العدو والصديق
لم تكن هذه قصة من نسج الخيال بل انها لقطة من قصة حقيقية لشاب مشهود له بالنضال والكفاح منذ صغره فالشهيد بهاء الدين سلامة تربى في مخيم المغازي ، كان من أبناءه المناضلين ، رفض الاحتلال وقهر الأعداء وثار عليهم وعندما اشتد ساعده انضم إلى أشبال فتح ، فكان منذ نعومة أظافره شابا شجاعا وقبل أن يتجاوز السادسة عشر من عمره سجن في سجون الاحتلال كغيره من الشباب الذين ما زالوا قابعين خلف القضبان لكن لم يرض بهاء بالذل والاهانة رفض القضبان والسجان والزنزانة كان مسجونا ينتظر الحكم عليه وبعد مضي فترة الحكم عليه قرر السجين كسر القيد وحفر حفرة عميقة هو واصدقائه وتسلل هاربا الى الحدود المصرية وهناك عاد الى السجن مرة اخرى فقضى سبعة شهور في السجون المصرية خلف الشمس ، كان هناك قلب حزين كان يسير وراء السجين كانت ام بهاء تسافر من مكان الى مكان مهمتها صعبة للغاية فهي توكل المحاميين لابنها السجين لكي يفك اسره ويخرج ويرى النور ، كان صغيرا لا يرضى ان يحبس في قفصه وكانت ام الصقر تحب الهبوط تطير من بلد الى بلد لكي ترجع المحبوب تزور ابنها وتلبي له طلباته وتطمئن عليه وبعد خروجه من السجون المصرية سافر الى ليبيا وهناك سجن مرة اخرى 15 يوما وخرج بعدها الى النور ليحط على الارض التي كانت محطته الاخيرة وهي بلده فلسطين ورغم رحلة العذاب التي عاشها الا انه كان مطارد في وطنه يتنقل من مكان الى مكان وكانت له نشاطات واسعة وكان صقرا من صقور حركة الشبيبة الفتحاوية وكان معروف بين ابناء شعبه والجميع يحبونه جيرانه وأصدقائه.
شجاعة وكرم
لم ينس شيدنا البطل يوما الذل والاهانة والتعذيب في السجون فكان عصبيا شديد الحب لوطنه وأمته وبعدها تغير الحال وخلال الحكم الذاتي بعد اتفاق أوسلو وقدوم السلطة الفلسطينية عاد مع من عاد و أنضم لجهاز الأمن الوقائي واصبح ضابطا فيه وحين استقر في بلده تزوج وكون أسرة وانجب ابنا واسماه سلامة وترك زوجته حاملا وبعد استشهاده بأيام وضعت ابنا ثاني سمته بهاء ، وقد أطلق بهاء اسم والده على ابنه البكر الذي اثر فيه كثيرا فهو لم يراه فقد توفي والد بهاء وهو في رحلة العذاب بين السجون المصرية والليبية البلاد وعاش بهاء بين اهله واصدقائه ، كان يساعد والدته في مصروف البيت ، كان حنون ويحب المزاح وقلبه ابيض كان يساعد الجميع ومشهود له بالشجاعة والكرم بين اهله وأقاربه.
الانتقام الانتقام
ويوم أن غابت شم
س ما يسمى بالسلام الخداع وصرخ في العنان صوت الانتفاضة وهب الجميع للدفاع عن القدس والمقدسات وتطهيرها من دنس المحتل وتصدى الجميع للاحتلال بصدور عارية وبكف لا تحمل سوى حجر وتمسك بالحق فمكان من بني صهيون إلا أن قاموا كعادتهم، أليس هم قتلة الأنبياء فقتلوا الطفل والعجوز واقتلعوا الاشجار وخربوا الديار وداسوا الطيور وطال الدمار كل شيء وتوالت الاحداث وسقط الشهداء والجرحى بالآلاف حينها امتشق شهيدنا سلاحه وحلق الصقر في الفضاء ونظر الى احوال البلاد فقرر الانتقام واخذ بالثأر للشهداء وعنها خطط الشهيد بهاء لعملية استشهادية ولم يخبر احدا بما يدور في خلده إلا أنه قبلها تنفيذ خططته بأيام تحدث عن الشهادة واخذ يرى ردة فعل والدته ويسألها ماذا تفعل لو قالوا لها أن ابنها استشهد لم تكن ترضى وخافت على المحبوب.
2غرودة
زغرودة الشهادة
كانت الشهادة أمنية بهاء وهو يبحث عنها ولم يدري أن الموعد لا يستطيع أحد أن يحدده فهو بيد الله سبحانه وتعالى ، وحام حب الشهادة من حوله وأخذ يكثر من الحديث عن الشهادة واوصى زوجته بعدم البكاء وقال :' لها إذا نلت الشهادة فزغردي يا عبلة يوم استشهادي' وحين قرر الرحيل خرج قبل بزوغ الفجر متوجها إلى مستوطنة كفار داروم وهناك حفر حفرة وتسلل من تحت الأسلاك الشائكة فلم تمنعه حدود ولم تحبط عزيمته قيود ونفذ خطته التي لم تعرف تفاصيلها واكتنفها الغموض وتمكن من الدخول وهناك وجد صيده واشتبك مع جنود الاحتلال وكسر ما يسمى بتوازن القوى فببندقية بسيطة استطاع أن يواجه ترسانة أسلحة متطورة وقتل منهم اثنين وأصاب العديد ونال ما أراد بعد أن استنفذ طاقته وما استطاع وهناك ترك على الأرض دون أن تقدم له الإسعافات وترك ينزف حتى الموت وحجز بعد استشهاده أربعة ساعات عند الصهاينة المحتلين وهم يرفضون تسليم الجثة وبعدها سلموها للشرطة الفلسطينية واتصلوا باهله على ان ابنهم مصاب ولكنه قد فارق الحياة وسال دمه وروى ارض فلسطين لكي تقوى وتواجه المحتل وحين زف الخبر الى آله تعالت الأصوات وحزن الجميع لفقدان ابنهم الغالي بهاء فكان شهادته فخرا وشرفا لأهله ووطنه ونال الشهادة وزف في عرس كبير حضره الجميع الصغير قبل الكبير وروى جثمانه الثرى ودفن في ارضه وبجانب والده .
Cلماته
كلماته الأخيرة: قال لوالدته تصبحي على خير .. ودع ابيه بحرارة وقبل خروجه ايقظ ابنه من النوم وقبله ثم خرج
مواقف في حياته: طورد وهو في سن 16 عاما وهرب الى مصر وحبس سبعة شهور ثم طورد الى ليبيا وحبس بها 15 يوم
%صابات
إصابات سابقة
اعتقالات سابقة
كان مطارد من الجيش الاسرائيلي
15 يوم في ليبيا - 7 في مصر و 5 شهور في سجن نفحة
العائلة
بهاء الدين
سلامة
عطية
سعيد
لبلد الأصلي
بئر السبع
مكان وتاريخ الولادة
المغازي 1971-05-12
مستوى التعليم
جامعي
العمل
رائد في الامن الوقائ
الحالة الاجتماعية
عازب
تاريخ الاستشهاد
الأولاد
ولد وزوجته حامل